الاقصى
احلى منتدى يرحب بكم الاقصى يناديكم لبوا النداء

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الاقصى
احلى منتدى يرحب بكم الاقصى يناديكم لبوا النداء
الاقصى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تجربة المراءة الفلسطينية في سجون الاحتلال

اذهب الى الأسفل

تجربة المراءة الفلسطينية في سجون الاحتلال Empty تجربة المراءة الفلسطينية في سجون الاحتلال

مُساهمة من طرف ???? الأحد أغسطس 15, 2010 5:43 pm

قلب القضية الفلسطينية تجربة المراءة الفلسطينية في سجون الاحتلال 3 تجربة المرأه الفلسطينيه في سجن الاحتلال






«أحلام بالحرية»
تجربة المرأة الفلسطينية
في السجون الاسرائيلية

عندما يكون السجان هو المحتل والسجين هو صاحب الأرض والحق تغدو الكتابة فعلاً من أفعال المقاومة، ويصبح سرد السيرة واجباً وطنياً يسهم في تحصين الممانعة لدى الشعب. وفي هذا السياق يندرج كتاب «أحلام بالحرية» السيرة الذاتية للفلسطينية عائشة عودة التي تقول فيه تجربتها في السجون الاسرائيلية، وعبرها تجربة الشعب الفلسطيني مع المحتلين. وهكذا، تكون السيرة الذاتية مرآة للسيرة الجماعية، تعكس وجهاً من وجوه مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال، لا سيما المرأة الفلسطينية.
وعائشة عودة في كتابها لا تقول كل سيرتها الذاتية بل تقتصر على قول تجربتها في المعتقل الاسرائيلي وبالتحديد خلال فترة التحقيق. وكأن ما هو خارج هذه التجربة غير موجود ولا يستحق التوقف عنده، فعمرها هو أيام التحقيق معها، والشيء ينطوي على نقيضه وينقلب الى ضده، وتغدو أيام التحقيق هي العمر والحياة التي تستحق ان تكتب فردياً وجماعياً.
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات البنفسج لذلك، يتموضع كتاب «أحلام بالحرية» (المؤسسة العربية 2005) بين لحظتين زمنيتين/ سرديتين، تقع الأولى يوم الجمعة الأول من آذار (مارس) 1969 تتخذ فيها الكاتبة قرار المواجهة وتسليم نفسها الى الجيش الاسرائيلي الذي يطوّق بيتها لاعتقالها، وتسبق هذه اللحظة حالة من التردد والقلق والارتباك، وتقع الثانية بعد انتهاء التحقيق معها وعند امكان نقلها الى سجن رام الله قرب أهلها. وبين اللحظتين لحظات كثيرة من التوتر النفسي والجسدي، ومن العلاقة المشدودة بين السجان محتل الأرض والسجين صاحب الحق في الأرض والمقاومة لتحريرها.
وعليه، يقوم هذا الكتاب على جدلية السجان/ السجين، ويتكشّف عن أحوال كل منهما طوال مدة التحقيق وتبادلهما الأدوار في القوة والضعف، في التحدي والانكسار، في الهزيمة والانتصار، في الخوف والثقة بالنفس. فنحن ازاء شخصيتين رئيستين في الكتاب، الأولى معيَّنة معروفة ذات هوية وتاريخ ميلاد ومحل اقامة وسيرة ذاتية، وهي عائشة عودة المعلمة المقاومة التي ترمز الى المرأة الفلسطينية، ومن خلالها الى الشعب الفلسطيني. والشخصية الثانية غير معيَّنة لا اسم لها ولا هوية ولا تاريخ، وهي المحتل الاسرائيلي ممثلاً بالسجانين والمحققين.
في «أحلام بالحرية» تكشف عائشة عودة القدرات الكبيرة التي تختزنها المرأة الفلسطينية على المواجهة والصمود وان شابتها لحظات ضعف انساني هو من طباع البشر، من جهة، وتعري أساليب المحتل وساديته في تعذيب ضحاياه وانتزاع اعترافاتهم وانتهاك حقوقهم الانسانية، من جهة ثانية.فعلى المستوى الأول، تظهر عائشة عودة/ صاحبة السيرة وعياً مبكراً بالخطر الذي يحيق بوطنها، فتنتمي الى حركة القوميين العرب مذ كانت تلميذة في المرحلة الثانوية وتشكل خلية من بنات صفها، وتشارك في أنشطة المقاومة على أنواعها وتتوجها بالعملية التي اعتقلت بسببها. ولدى انكشاف أمرها تتخذ قراراً بالمواجهة، وتؤثر الاعتقال والبقاء في الوطن على الخروج الى الاردن وعدم العودة أو التخفي، وهما خياران كان لجأ اليهما بعض المقاومين الرجال من أقربائها، ولعلها باتخاذها خيار المواجهة أرادت أن تثبت قدرة المرأة الفلسطينية على المواجهة والمقاومة والتحدي في مجتمع ذكوري تستعيد ذكريات عن ذكوريته.
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات البنفسج وفي مواجهة جلجلة التحقيق، تبدي عائشة صموداً وتحدياً وعناداً وإصراراً على الحق وإحساساً بالندية مع المحتل وبالتفوق عليه أحياناً. «إحساسي بالندية وامتلاك الحق أمداني بقوة للتحدي والصمود». تقول عاشئة (ص 54).غير ان نقاط ضعف معينة فيها كخوفها على أمها، وخوفها على قريبتها، والخوف من الجنون والفشل شكلت ثغرات نفذ منها الجلاد للحصول على اعترافات معينة منها، فتعيش صراعاً داخلياً بين لوم الذات وتأنيب الضمير والاحساس بالذنب وبين تبرير ما قامت به حفاظاً على أمها أو قريبتها أو نفسها. لكنها تخرج من هذه التجربة أقوى، فتتراجع عن بعض الاعترافات، وتقرر عدم الاعتراف بعدها أبداً، على رغم ان العدو مارس عليها أبشع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي وبلغ حد محاولة الاغتصاب بعصا.
وإزاء الوقائع القاسية التي عاشتها الكاتبة خلال فترة التحقيق، كان لا بد لها من أن تجترح وسائل للصمود في زنزانتها، فشكّل الماضي، بحلوه ومرّه، إحدى هذه الوسائل تستعيده عبر الذاكرة فيخفف من قسوة الوقائع. ففي الجانب الحلو، تتذكر أيام الدراسة الابتدائية، وأيام التدريس، وأيام العائلة. وفي الجانب المر، تتذكر مجزرة دير ياسين على بشاعتها فيهون عليها مصابها وتشحذ قدرتها على المواجهة. وقد يشكل المستقبل إحدى وسائل الصمود، فتهرب عبر المخيلة وأحلام اليقظة الى واقع أرحم من واقعها.
وإذا كان الهروب الى الماضي والمستقبل وسيلتين زمنيتين لمواجهة اللحظة القاتمة، فإن عودة عرفت كيف تستخدم وسائل مكانية للمواجهة، فحولت جدران الزنزانة الى لوح دوّنت عليه أبيات الشعر ورسمت الأشجار. وتأتي تفاصيل صغيرة من الخارج لتعزز روح الحياة فيها، فسماع أغنية لأم كلثوم ونشيد معتقلات مجاورات ذات مساء يحيي فيها ذكريات جميلة ويجعلها تتواصل مع شعبها.
في «أحلام بالحرية»، ومن خلال عائشة عودة، نرصد قدرة الجسد على المقاومة، «لا أذكر اني كنت أتألم، ولكنني كنت أشحن إرادة الصمود والتحدي مع كل صفعة أو ركلة...»، تقول عائشة (ص 54). ونرصد قوة الروح، فحين ينهار الجسد يغدو عبئاً على صاحبه، ولذلـــك تتساءل عائشــــة: «ماذا أفعل بهــــذا الجسد الذي تحـــول الى دمّل؟»، وتقول: «روحي تنتمي الى عالم آخر مشرف وفوق أرضـــي» (ص 131).
أما، على المستوى الثاني، فيبدو المحتل جلاداً لا اسم له، ويمارس أبشع أساليب التعذيب بحق ضحاياه من دون تمييز بين رجل وامرأة. وقد يكون التعذيب جسدياً أو نفسياً. والسيرة هي سيرة للمحتل وأساليبه بقدر ما هي سيرة لصاحبتها، هي سيرة السجان والسجين، سيرة الجلاد والضحية في الآن نفسه. ولذلك، فإن المداهمات الليلية ونسف البيوت واعتقال النساء وأواليات التعذيب وزرع الشك والتفرقة والترغيب والترهيب والابتزاز والتحريض والقتل و... هي من لوازم الجلاد وسلوكياته اليومية. قامت عائشة عودة بتعريتها من خلال تجربة ذاتية حية معيشة، وليس من خلال المرويات والحكايات.
وعليه، يشكل كتاب «أحلام بالحرية» مرآة لصمود الفلسطيني وإصراره على التمسك بحقه من جهة، وفضيحة أخلاقية للمحتل وممارساته من جهة ثانية. غير اننا إذا ما تعدّينا المضمون الى الشكل، نستطيع القول اننا ازاء نص روائي أكثر مما نحن ازاء سيرة ذاتية، فاقتصار السرد على فترة التحقيق من دون سائر فترات الحياة، والترجح بين الوقائع والذكريات والأحلام، والتنقل بين الداخل والخارج، والمزاوجة بين السرد والحوار، والتوقف عند التفاصيل والجزئيات، ذلك كله يجعل الكتاب أقرب الى الرواية منه الى السيرة، فصياغة الوقائع بفنية معينة بعيداً من تسلسلها التاريخي، وكتابة هذا النص بعد نيّف وثلاثين سنة على حصول أحداثه ما يحول دون تذكر التفاصيل والحوارات، ذلك كله يعزز ميلنا الى روائية النص.
[/size]

[/size]









التوقيع
تجربة المراءة الفلسطينية في سجون الاحتلال Sigpic3814_3

????
زائر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى